فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قرأ حمزة والكسائي وحفص {وهل نجازي} بالنون الكفور نصب الله أخبر عن نفسه وحجتهم في ذلك أنه أتى عقيب لفظ الجمع في قوله وذلك جزيناهم بما كفروا فكان الأولى بما أتى في سياقه أن يكون بلفظه وبعده وجعلنا بينهم فهذا يؤيد معنى الجمع ليأتلف الكلام على نظام واحد.
وقرأ الباقون {وهل يجازى} بضم الياء وفتح الزاي الكفور رفع على ما لم يسم فاعله وحجتهم في ذلك أن ما أتى في القرآن من المجازاة أكثره على ما لم يسم فاعله من ذلك اليوم تجزى.
كل نفس فلا يجزى إلا مثلها ثم يجزاه الجزاء الأوفى فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى.
{فقالوا ربنا بعد بين أسفارنا} {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه} 19 و20 قرأ ابن كثير وأبو عمرو فقالوا {ربنا بعد} بالتشديد وقرأ الباقون {باعد} بالألف.
قال سيبويه إن فاعل وفعل يجيئان بمعنى كقولهم ضاعف وضعف وقارب وقرب واللفظان جميعا على معنى الطلب والدعاء ولظفهما الأمر.
قرأ عاصم وحمزة ووالكسائي {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف.
فمن قال {صدق } بالتشديد ونصب الظن فلأنه مفعول به وعدى {صدق } إليه والمعنى ولقد صدق إبليس فيما قاله ظانا غير متيقن ولا عالم من أنه يضل بني آدم ويمنيهم حتى أطاعوه في معصية الله.
وروي عن ابن عباس قال ظن ظنا فصدق ظنه.
ومن خفف نصب الظن مصدرا على معنى صدق عليهم إبليس ظن ظنه قال أبو العباس المبرد النصب فيها على معنى صدق في ظنه فتأويل التخفيف أن إبليس ظن بهم على غير يقين فكان في ظنه ذلك صادقا يعني أنه كان مصيبا وقال الزجاج صدقه في ظنه أنه ظن بهم أنه إذا أعواهم اتبعوه فوجدهم كذلك.
{ولا تنفع الشفعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق} 23 قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي {لمن أذن } بالرفع على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون {أذن} بالفتح أي أذن الله وحجتهم قوله تعالى {إلا من أذن له الرحمن} وقال {إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
قرأ ابن عامر {حتى إذا فزع عن قلوبهم} بفتح الفاء والزاي أي فزع الله عن قلوبهم الروعة وخفف عنهم أي أخرج الله الفزع عن قلوبهم.
وقرأ الباقون {فزع عن قلوبهم} على ما لم يسم فاعله قال الأخفش فزع معناه أزيل الفزع عنها وقال أبو عبيدة نفس عنها وقال الزجاج كشف الفزع عن قلوبهم وقال قتادة فزع جلا من قلوبهم قال يوحي الله إلى جبريل فتعرف الملائكة وتفزع أن يكون شيء من أمر الساعة {قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق} {وهم في الغرفت ءامنون} 37 قرأ حمزة {وهم في الغرفة} واحدة وحجته قوله تعالى {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} فكما أن الغرفة يراد بها الجمع والكثرة كذلك وهم في الغرفة آمنون يراد به الكثرة واسم الجنس والعرب تجتزئ بالواحد عن الجماعة قال الله تعالى {والملك على أرجائها} يريد الملائكة.
وقرأ الباقون {وهم في الغرفات آمنون} وحجتهم قوله {من فوقها غرف} و {لنبوئنهم من الجنة غرفا}.
{ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملئكة} 40 قرأ حفص {ويوم يحشرهم جميعا} ثم يقول بالياء فيهما أي يحشرهم الله وحجته قوله تعالى قبلها {قل إن ربي يبسط الرزق} و {يوم يحشرهم}.
وقرأ الباقون {ويوم نحشرهم} بالنون أي نحن نحشرهم وهو انتقال من لفظ الإفراد إلى الجمع كما أن قوله {ألا تتخذوا من دوني وكيلا} انتقال من الجمع إلى الإفراد والجمع ما تقدم من قوله {وآتينا موسى الكتاب}.
{وقالوا ءامنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} 52 قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وحفص {وأنى لهم التناوش } غير مهموز أي التناول أي كيف يتناولونه من بعد وهم لم يتناولوه من قرب في وقت الاختيار والانتفاع بالإيمان تقول نشت تنوش قال الشاعر:
وهي تنوش الحوض نوشا من علا

أي تتناول الحوض.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي {وأنى لهم التناؤش} بالهمز أي التأخير قال أبو عبيدة من نأشت وهو بعد المطلب ويجوز أن يكون من التناوش فهمزوا الواو لأن الواو مضمومة وكل واو مضمومة ضمتها لازمة إن شئت أبدلت منها همزة وإن شئت لم تبدل مثل وإذا الرسل أقتت. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة سبأ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:

.[سورة سبأ: الآيات 1- 2]:

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)}.

.الإعراب:

{للّه} متعلّق بخبر المبتدأ الحمد {الذي} في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة له متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ ما، {في السموات} متعلّق بمحذوف صلة ما {ما في الأرض} مثل ما في السموات معطوف عليه {له الحمد} مثل له ما في السموات {في الآخرة} متعلّق بالحمد {الخبير} خبر ثان مرفو.
وجملة: {له ما في السموات} لا محلّ لها صلة الموصول ما وجملة: {له الحمد} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الجدول ج 22، ص: 200
وجملة: {هو الحكيم} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(2) ما اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم {في الأرض} متعلّق ب {يلج} ما الثاني معطوف على ما الأول {منها} متعلّق ب {يخرج} ما الثالث معطوف على ما الأول {من السماء} متعلّق ب {ينزل} ما الرابع معطوف على ما الأول {فيها} متعلّق ب {يعرج}.
وجملة: {يعلم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يلج} لا محلّ لها صلة الموصول ما الثالث.
وجملة: {يخرج} لا محلّ لها صلة الموصول ما الرابع.
وجملة: {ينزل} لا محلّ لها صلة الموصول ما الخامس.
وجملة: {يعرج} لا محلّ لها صلة الموصول ما السادس.
وجملة: {هو الرحيم} لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلم.

.[سورة سبأ: الآيات 3- 4]:

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة لا نافية {بلى} حرف جواب لإثبات المنفيّ الواو واو القسم {ربّي} مجرور ب الواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم اللام لام القسم {تأتينّكم} مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع... و {النون} نون التوكيد وكم ضمير مفعول به {عالم} نعت ل {ربّي} مجرور لا نافية {عنه} متعلّق ب {يعزب} {في السموات} متعلّق بنعت ل {ذرة} الواو عاطفة لا زائدة لتأكيد النفي {في الأرض} مثل في السموات معطوف عليه الواو عاطفة لا مثل الأخيرة {أصغر} معطوف على مثقال مرفوع، وكذلك {لا أكبر} إلّا للحصر {في كتاب} متعلّق بحال من مثقال أو أصغر أو أكبر.
جملة: {قال الذين كفروا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {لا تأتينا الساعة} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {قل} لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: أقسم بربيّ في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: تأتينّكم لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: {لا يعزب عنه مثقال} حالّ مؤكّدة للضمير في عالم.
(4) اللام لام التعليل {يجزي} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللا.
والمصدر المؤوّل {أن يجزي} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {تأتينّكم}.
{لهم} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مغفرة {رزق} معطوف على مغفرة.
وجملة: {يجزي} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {عملوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {أولئك لهم مغفرة} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لهم مغفرة} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك}.

.[سورة سبأ: آية 5]:

{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {سعوا} ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين {في آياتنا} متعلّق ب {سعوا} بحذف مضاف أي في إبطال آياتنا {معاجزين} حال منصوبة من فاعل سعوا {لهم} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب {من رجز} متعلّق بنعت لعذاب.
جملة: {الذين سعوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {سعوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أولئك لهم عذاب} في محلّ رفع خبر المبتدأ الذين.
وجملة: {لهم عذاب} في محلّ رفع خبر المبتدأ أولئك.

.الصرف:

{معاجزين} جمع معاجز، اسم فاعل من الرباعيّ عاجز، وزنه مفاعل بضمّ الميم وكسر العين.

.[سورة سبأ: آية 6]:

{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة، والواو في {أوتوا} نائب الفاعل {الذي} موصول في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية، ونائب الفاعل للفعل {أنزل} ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد {إليك} متعلّق ب {أنزل} وكذلك {من ربّك} {هو} ضمير فصل {الحقّ} مفعول به ثان لفعل الرؤية {إلى صراط} متعلّق ب {يهدي} {الحميد} نعت مجرور.
جملة: يرى الذين.. لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أوتوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {أنزل} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {يهدي} في محلّ نصب معطوف على الحقّ.

.[سورة سبأ: الآيات 7- 8]:

{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (8)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {هل} حرف استفهام {على رجل} متعلّق ب {ندلّكم} {إذا} ظرف متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون معنى: في خلق جديد أي تبعثون، {كلّ} مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه أضيف إلى المصدر اللام المزحلقة للتوكيد {في خلق} متعلّق بخبر إنّ.
جملة: {قال الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {هل ندلّكم} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {ينبّئكم} في محلّ جرّ نعت لرجل.
وجملة الشرط وفعله وجوابه.. لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: {مزّقتم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {إنّكم لفي خلق} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل ينبّئكم.. أو سدّت مسدّ مفعولي الفعل الثاني والثالث، ولولا اللام في الخبر لفتحت همزة إنّ.
(8) الهمزة للاستفهام، واستغني بها عن همزة الوصل {على اللّه} متعلّق ب {افترى} {كذبا} مفعول به منصوب، {أم} حرف عطف {به} متعلّق بخبر مقدّم لمبتدأ جنّة بل للإضراب الانتقاليّ لا نافية {بالآخرة} متعلّق ب {يؤمنون} المنفي {في العذاب} متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ الذي.
وجملة: {أفترى} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {به جنّة} لا محلّ لها معطوفة على جملة افتر.
وجملة: {الذين لا يؤمنون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا يؤمنون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.

.الصرف:

{ممزّق} مصدر ميميّ للرباعيّ مزّق، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.

.البلاغة:

الاسناد المجازي: في قوله تعالى: {وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ} لأن البعيد صفة الضال إذا بعد عن الجادّة، وكلما ازداد عنها بعدا كان أضل.

.[سورة سبأ: آية 9]:

{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماء وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّماء إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)}.

.الإعراب:

الفاء للاستفهام التقريعيّ الفاء عاطفة {إلى ما} متعلّق ب {يروا} بمعنى ينظروا {بين} ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما الواو عاطفة {ما خلفهم} معطوف على ما بين ويعرب مثله {من السماء} متعلّق بحال من الموصولين {بهم} متعلّق ب {نخسف} {عليهم} متعلّق ب {نسقط} {من السماء} متعلّق بنعت ل {كسفا} {في ذلك} متعلّق بخبر إنّ اللام للتوكيد- هي لام الابتداء- {لكل} متعلّق بآية- أو بنعت لها-.
جملة: لم يروا... لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أغفلوا فلم يروا.
وجملة: {إن نشأ} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {نخسف} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {نسقط} لا محلّ لها معطوفة على جملة نخسف.
وجملة: {إنّ في ذلك لآية} لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.